الفتن في ضوء السنة- الشيخ مشهور ال سلمان

موقف, المسلم, السنة, السنه, الفتن, الكتاب, ضوء

موقف المسلم من الفتن فى ضوء الكتاب و السنه

"بسم الله الرحمن الرحيم"


لحمد لله الذى خلق السماوات و الارض و جعل الظلمات و النور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون*هو الذى خلقكم من طين ثم قضى أجلا و أجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون*و هو الله فى السماوات و فى الأرض يعلم سركم و جهركم و يعلم ما تكسبون"

و أشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، احد صمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد ، بل ما فى السماوات و الأرض كل له قانتون ، بديع السماوات و الارض و اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون ، و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيره سبحان الله عما يشركون ، لا يسأل عما يفعل و هم يسألون و أشهد ان سيدنا و نبينا محمدا عبده و رسوله أرسله الله تعالى بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون ، صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه الذين قضوا بالحق و به كانوا يعدلون ، بل اياه يقتفون و بع يتمسكون ، و عليه يوالون و يعادون و عنده يقفون ، و عنه يذبون و يناضلون ، و على جميع من سلك سبيلهم و قفا أثرهم الى يوم يبعثون.

و الله أسال أن يجعله ابتغاء وجهه الاعلى ، و ان ينفعنا بما علمنا ، و يعلمنا ما ينفعنا نعمه منه و فضلا ، انه على كل شئ قدير ، و بعباده لطيف خبير ، و إليه المرجع و المصير و هو مولانا فنعم المولى و نعم النصير .

قال تعالى : " هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب و أخر متشابها فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة و إبتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا و ما يتذكر إلا أولو الالباب " (آل عمران)

و قال تعالى : " يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن الا و انتم مسلمون * و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و اذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداءا فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا و كنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله لكم ءآياته لعلكم تهتدون * و لتكن منكم امة يدعون الى الخير و يامرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و اولئك هم المفلحون * و لا تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بع ما جاءهم البينات و اولئك لهم عذاب عظيم " (آل عمران )

و قال تعالى : " يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم و من الذين هادوا سمّاعون للكذب سمّاعون لقوم آخرين لم ياتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون ان اوتيتم هذا فخذوه و ان لم تاتوه فاحذروا و من يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم لهم فيها خزى و لهم فى الآخرة عذاب عظيم " (آل عمران )

و قال تعالى : " يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا ان الله يحول بين المرء و قلبه و انه اليه تحشرون * و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصه و اعلموا ان الله شديد العقاب " (الانفال)

و قثال تعالى : " أحسب الناس ان يقولوا آمنا و هم لا يفتنون * و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين " (العنكبوت)

قال تعالى : " يوم يقول المنافقون و المنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب ينادونهم الم نكن معكم قالوا بلى و لكنكم فتنتم انفسكم و تربصتم و ارتبتم و غرتكم الامانى حتى جاء امر الله و غركم بالله الغرور " (الحديد)

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدى الا هالك "

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "ضرب الله مثلا صراطا مستقيما و على جانبى الصراط سوران فيهما ابواب مفتحهو على الابواب ستور مرخاه ، و على باب الصرط داع يقول : يا ايها الناس ادخلوا الصراط جميعا و لا تفرقوا و داع يدعو من فوق الصراط فاذا اراد الانسان ان يفتح شيئا من تلك الابواب قال : و يحك لا تفتحه فانك ان تفتحه تلجه ، فالصراط : الاسلام ، و السوران :حود الله ، و الابواب المفتحه : محارم الله و ذلك الداعى على راس الصراط : كتاب الله ، و الداعى من فوق الصراط : واعظ الله فى قلب كل مسلم "


حدثنا ابن حنبل، حدثنا الوليد بن مسلم ،حدثنا ثور بن يزيد ،قال :حدثنى خالد بن معدان ، قال:حدثنى عبدالرحمن بن عمرو السلمى و حجربن حجر، قالا : أتينا العرباض بن ساريه و هو ممن نزل فيه :"و لا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه" فسلمنا و قلنا :أتيناك زائرين و عائدين و مقتبسين فقال العرباض : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم ، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظه بليغه ، ذرفت منها العيون و وجلت منها القلوب ، فقال قائل : يا رسول الله ، كأن هذه موعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا ؟ قال " أوصيكم بتقوى الله والسمع و الطاعه و إن عبدا حبشيا ، فإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتى و سنه الخلفاء الراشدين المهدييّن ، تمسكوا بها و عضّوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعه و كل بدعة ضلاله "



حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كريش بن دينار الحمصي، حدثنا عباد بن يوسف، حدثنا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِفْتَرَقَ اليَهُود عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِي الجَنَّةِ وسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وافْتَرَقَتِ النَّصارَى عَلَى اثْنَتَيْن وسبعينَ فرقةً فإِحْدى وسبعون في النَّارِ وَوَاحِدَةٌ في الجنَّة، والَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ لَتَفتَرِقَنَّ أمَّتِي على ثلاث وسَبعينَ فِرْقَة فواحدة في الجنَّةِ واثنتان وسبعون في النَّارِ" قيل يا رسول الله من تراهم? قال: "الجماعة".



حدثنا هشام هو ابن عامر، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا أبو عمرو، وحدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بني إِسرائيلَ افترقتْ على إِحدى وسَبْعِينَ فرقةً وإِن أمّتي ستفترق على اثْنَتَيْن وسَبْعِينَ فرقةً كلُّها في النَّارِ إلا واحدةً وهي الجماعةُ".



وقال أبو داود حدثنا أحمد بن حنبل ومحمد يحيى بن فارس قالا حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان هو ابن عمرو، حدثنا أزهر بن عبد الله الحراري قال أحمد عن أبي عامر الهوزني عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام فقال ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا وقال: "ألا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أهل الكتاب افْتَرقُوا على اثْنَتَيْن وسبعين ملَّةً وأن هذه المِلَّةَ ستفترق على ثلاث وسبعين اثنتان وسبعون في النَّارِ وواحدةٌ في الجنة وهي الجَماعة".
تفرد به أبو داود وإسناده حسن، وفي مستدرك الحاكم أنهم لما سألوه عن الفرقة الناجية من هم قال ("ما أنا عليه اليوم وأصحابي"). وقد تقدم في حديث حذيفة أن المخلص من الفتن عند وقوعها اتباع الجماعة ولزوم الطاعة.



وقال البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ أن يَكُونَ خَيْر مال المسلم غنمٌ يُتَّبَعُ بِهَا شَعَف الجبالِ ومواضِعَ الْقطْر ناجياً بدينِه من الفِتَن".



قال أبو داود: حدثنا مسدد، حدثنا عبد الوارث بن سعد، عن محمد بن حجارة، عن عبد الرحمن بن نزوان، عن هذيل، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ فِتَناً كَقَطِيع الليل المظلِمً يصبحُ فيها مؤمناً ويُمْسِي كافراً ويمسي مؤمناً ويُصْبحُ كافراً: القاعدُ خيرمن القائم والماشي فيها خيرٌ من الساعي، فَكسّروا قِسِيّكُمْ وقَطِّعُوا أوْتَارَكُمْ واضربُوا سُيُوفَكُمْ بِالحجارة، فإِن دُخِلَ يَعْنِي عَلَى أحَدٍ منكم فَلْيَكنْ كَخَيْرِ ابْنِي آدَمَ".



ثم قال الإِمام أحمد: حدثنا أم حرام، حدثني أبو عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وَأرْدَفَنِي خَلْفَهُ فقالَ: "يا أبا ذَرّ أرأيْتَ إِنْ أصَابَ الناسَ جوعٌ شَديد لاَ تَسْتَطِيعُ معه أنْ تقومَ مِن فِراشِك إِلى مسجدك كَيْفَ تَصْنَعُ? قلت الله ورسولهُ أعْلَمُ. قال: اصْبِر، قال يا أبا ذر: أرأيت إِن أصاب الناس موت شديدٌ كيف تصنع قلت الله ورسوله أعلم. قال: اصْبِرْ. قال يا أَبا ذر: أرأيت إِن قَتَلَ الناسُ بَعضُهم بعْضاً يعني حتى تَغْرِقَ حجارهُ الْبَيْتِ من الدماءِ كيف تصنع قال الله ورسوله أعلم. قال: اقْعُدْ في بَيْتِكَ وأغلِقْ عَلَيْكَ بَابَكَ. قال: فإِن لم أتْرَكْ أفأخُذُ سِلاَحي? قال: إِذاً تُشَاركُهُم فيما هم فِيه، ولكن إِن خشيت أن يُرَوّعَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ فالْق طَرَفَ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ كَيْ يَبْوءُ بإثمه وإِثمك".
هكذا رواه الإِمام أحمد، وقد رواه أبو داود عن مسدد وابن ماجه وعن أحمد بن عبدة كلاهما عن حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن المشعث بن طريف عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر بنحوه، ثم قال أبو داود: ولم يذكر المشعث في هذا الحديث غير حماد بن زيد.

وقال أبو داود: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم الأحول عن أبي لبيبة قال: سمعت أبا موسى يقول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِن بين أيدِيكم فتناً كقطع الليل يُصبحُ الرجل فيها مؤمناً ويُمْسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً القاعدُ فيها خيرٌ من القائم والقائم خيرٌ من الماشي والماشِي خير من السَّاعِي قال فما تَأمُرُنا? قال: كانوا أَحْلاَسَ بُيُوتكم".



وقال الإِمام أحمد: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهّ زَوَى لي الأرضَ فرأَيتُ مشارقهَا ومَغارِبَها وإِن مُلكَ أمَّتِي سيبلغ ما زُوِي مِنْهَا، وإِنِّي أعْطِيتُ الكنزَين الأحْمَرَ والأَبيضَ، وإِني سأَلتُ ربي أَن لا يُهْلَكُوا بِسَنَةٍ بِعَامَةٍ ولاَ يُسَلِّطَ عليهم عدوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَستَبِيح بَيْضَتَهُمْ، وإنَّ رَبي عَزَّ وَجَلَّ قال يَا محمدُ إِني إِذا قضيتُ قِضاءَ فإِنَّه لا يُرَد، وإِني أعْطَيْتُكَ لأمتك أنْ لاَ أَهْلِكَهُم بِسنة عَامة ولا أسَلِّطَ عليهمْ عدواً من سِوَى أنفسِهم فَيَستبيحَ بَيْضَتَهُمْ ولو اجْتَمَعَ عَلَيْهمْ مَنْ بَيْنَ أَقطَارِهَا، أَو قال مَنْ بِأَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضاً ويَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وإِنَّما أَخَاف عَلى أمتِي الأئمة المُضِلِّينَ، وإِذا وُضِعَ في أمتي السيفُ لَم يًرْفَعْ عنهم إِلى يَوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى تَلْحَقَ قبائلُ من أمتي بالمشركين وحتى تَعْبُد قبائل من أمتي الأوثان، وإِنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلٌّ يزعمُ أنَّه نَبِي وأَنا خاتمُ النَّبِيِّينَ لا نَبِيّ بَعْدِي، ولا تَزَال طائفة من أمتي ظاهرين على الحَق لا يضرهم من خالفهم حتى ياتي أمر الله عَزَّ وَجَلّ".
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه من طرق عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، عن أبي أسماء عمرو بن مزيد، عن ثوبان بن محمد بنحوه، وقال الترمذي حسن صحيح.

وقال أبو داود: حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا الليث عن طاووس عن رجل يقال له زياد عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم : "إِنَّه سَتَكُون فِتْنَةٌ وسَتُصِيبُ العَرَبَ قَتْلاَهَا في النَّارِة وقْعُ اللسان فيها أَشدُّ مِنْ وَقْع السَّيْفِ ".
وقد رواه أحمد عن أسود بن عامر عن حماد بن سلمة، والترمذي وابن ماجه من حديثه عن الليث عن طاووس عن زياد وهو الأعجم، ويقال له زياد سمين كوش، وقد حكى الترمذي عن البخاري أنه ليس لزياد حديث سواه، وأن حماد بن زيد رواه عن الليث موقوفاً، وقد استمرك ابن عساكر على البخاري هذا فإن أبا داود من طريق حماد بن زيد مرفوعاً فالله أعلم.


وقال الإِمام أحمد حدثنا وكيع، وقال: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبدالله بن عمر وكنت جالسأ معه في ظل الكعبة وهو يحدث الناس قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلأ إِذْ نادَى مُنَادِي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصلاةُ جَامِعَةُ قال فَانتهيتُ إِليه وهو يخطب الناسَ ويقول: لا أيها الناس إِنه لم يَكنْ شيء قبلِي إِلاَّ كان حقاً على الله أن يدل عِبَادَهُ مِنْهُ على مَا يَعْلَمهُ خَيراً لهم ويُنذِرَهُم مَا يَعْلَمُهُ شراً لهم، أَلاَ وَإِنَّ عَافيَةَ هذه الأَمةِ في أَوَّلها وسَيُصيبُ آخرَها بلاءُ وفتنٌ يرافق بعضها بعضاً تجيءُ الفتنة فيقول المؤمنُ هذه هذه مُهْلِكتِي ثم تَنْكشفُ، ثم تجيءُ فيقول هذه هذه ثم تجيءُ فَيَقول هذه هذه ثم تنكشِف، فمن أحب أَن يُزَحْزَحَ عن النارِ ويُدْخَلَ الجنةَ فَلْتُدْرِكْهُ ميتتُهُ وهو يؤمن بِاللَّه واليوم الآخِر وليْاتِ إِلَى الناس ما يحب أن يُوتَى إِليه، ومن بَايع إِمَاماً فأَعطَاهُ صفْقَةَ يدِه وثَمَرة قلبهِ فَلْيُطِعْهً إِن أسْتَطَاعَ وقال مرة ما استُطاع ". قال عبد الرحمن: فلَمَا سَمِعتَها أدخلت رأسي بين رجلي وقلت فإِن ابنَ عمِّك معاويةَ يأمرنا أَن نأَكلَ أَموال الناس بالباطل وأَن نَقْتُل أَنفسنا وقد قال الله تعالى: "يا أَيُّها الذِينَ آمَنُوا لاَ تَئهُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِل" النساء: 29،. قال: فجمع يديه فوضعهما على جبهته ثم نكّس هُنَيْهًةَ ثم رَفَعَ رَأسَهُ فقال أَطِعْه في طَاعَةِ في طَاعَةِ الله واعْصِهِ في مَعصِيَةِ الله. قلت له: أنتَ سمعتَ هذَا من رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ? قال: نعمِ سمعتهُ أذنَاي وَوَعَاهُ قَلْبِي ".
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث الأعمش به، وأخرجه مسلم من حديث الشعبي عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة بن عبدالله بن عمر وبنحوه.



وقال أحمد: حدثنا ابن نميرحدثنا الحسن بن عمرو عن أبي الزبيرعن عبدالله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذا رأيتُمْ أمَّتِي تهابُ الظَّالِمَ أَنْ تَقول له إِنَّكَ ظالم فقد تُوُدِّعَ مِنْهُمْ ".

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في أمتي قَذْف وخَسْف ومَسْخ"

وقال أبو داود: حدثنا عبد الملك بن شعيب، حدثنا ابن وهب، حدثني الليث عن يحيى بن سعيد قال: قال لي خالد بن عمران، عن عبد الرحمن بن السلماني، عن عبد الرحمن أبي هند، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سَتَكونُ فِتنةٌ صَمَّاءُ بَكْمَاءُ عَمْيَاءُ مَنْ أشرفَ لَهَا اسْتَشْرَف لَه، وقعُ اللسان فيها أَشَدّ مِنْ وَقْع السَّيْفِ".



حدثنا ابراهيم بن الحسن الصيصى ، حدثنا حجاج – يعنى : ابن محمد ،حدثنا الليث بن سعد ، قال : حدثنى معاويه بن صالح ، أن عبد الرحمن بن جبير حدثه ، عن أبيه ، عن المقداد بن الأسود قال : أيم الله ، لقد سمعت رسول لله صلى الله عليه و سلم يقول : "إن السعيد لمن جنب الفتن ، إن السعيد لمن جنب الفتن ؛ إن السعيد لمن جنب الفتنو لمن ابتلى و صبر ، فواها (أى ما احسن و ما اطيب من ابتلى و صبر على البلاء) .
حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان ، عن الأعمش ، عن أبى صالح ، عن أبى هريره ، عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " ويل للعرب من شر ق اقترب ، أفلح من كف يده "


حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمدانى ،حدثنا الليث، عن عقيل ،عن ابن شهاب ،:أن ابا ادريس الخولانى عائذ الله أخبره ان يزيد بن عميره و كان من اصحاب معاذ بن جبل ،أخبره قال : كان لا يجلس مجلسا للذكر حين يجلس الا قال :" الله حكم القسط، هلك المرتابون " فقال معاذ بن جبل يوما:إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال و يفتح فيها القرآن ، حتى يأخذه المؤمن و المنافق و الرجل و المرأه و الصغير و الكبير و العبد و الحر ، فيوشك قائل أن يقول ما للناس لا يتبعون و قد قرأت القرآن ؟ ما هم بمتبعى حتى أبتدع لهم غيره ز فإياكم و ما ابتدع ، فإن ما ابتدع ضلاله ، و أحذركم زيغة الحكيم ، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلاله على لسان حكيم ، و قد يقول المنافق كلمة الحق .
قال : قلت لمعاذ : ما يدرينى رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلاله، و أن المنافق قد يقول كلمة الحق؟ قال : بلى ، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التى يقال لها : ما هذه ؟ و لا يثنيك ذلك عنه ، فإنه لعله أن يراجع و تلق الحق إذا سمعته ، فإن على الحق نورا "



قال البخاري: حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا ابن عيينة أنه سمع الزهري يروي عن عروة عن زينب بنت أم سلمة، عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش أنها قالت :استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم محمراً وهو يقول: "لا إلهَ إِلا اللَّه ويْلُ للعرب من شر قد اقترب فُتِحَ اليومَ من ردم يأجوجَ ومأجوجَ مِثْل هذه وعقد تِسعين أو مائة قيل? أو نَهْلِكُ وفينا الصالحون? قال: نَعَم إِذا كثر الخَبَث".
وهكذا رواه مسلم، عن عمرو الناقد، عن سفيان بن عيينة، وقال: عقد سفيان بيده عشرة، وكذلك رواه عن حرملة، عن ابن وهب، عن يونس الزهري به. وقال: وحلق بإصبعيه الإِبهام والتي تليها، ثم رواه عن أبي بكر، عن ابن أبي شعبة وسعيد بن عمرو وزهر بن حرب وابن أبي عمر، عن سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن زينب، عن حبيبة، عن أم حبيبة، عن زينب فاجتمع فيه تابعيان وزينبان وزوجتان أربع صحابيات رضي الله عنهن.


روى البخاري ومسلم من حديث الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من أطام المدينة فقال: "هَلْ ترون ما أرى? قالوا: لا، قال: فإني لأرى الفِتَنَ تقع خِلالَ بيوتكم كَوَقْع المطَر".



وروي من حديث الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يتقاربُ الزمانُ ويَنْقُصُ العلم وَيَبْقَى الشحُّ وتظهر الفتنُ ويكثر الهرْجُ".

وروى البخاري ومسلم من حديث الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستكونُ فتن القاعدُ فيها خير من القائِم، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي مَنْ يُشْرفْ لها تَسْتَشْرِفْه فمن وجد فيها مَلْجأ أو مَعَاذاً فَلْيَعُدْ به". ولمسلم عن أبي بكرة نحوه بالبسط منه.



ومن حديث الليث، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إلى جنب المنبر وهو مستقبل المشرق فقال: "ألا إِنَّ الفتنةَ هاهنا من حيث يَطلع قرْنُ الشيطانِ أَو قال قَرْنُ الشمس".
ورواه مسلم من حديث الزهري وغيره، عن سالم به، ورواه أحمد من طريق عبد الله بن دينار، والطبراني من رواية عطية كلاهما عن عبد الله.



وقال الإِمام أحمد: حدثنا معاوية بن عمر، حدثنا أبو إسحاق، عن الأوزاعي، حدثنا أبو عمار، حدثني جار جابر بن عبد الله قال: قدمت من سفر فجاءنا جابر ليسلم عليَّ فجعلت أحدثه عن افتراق الناس وما أحدثوا فجعل جابر يبكي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ الناسَ دخلوا في دين الله أَفواجاً وسيخرجون منه أَفْواجاً".



وقال الإِمام أحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لميعة، حدثنا أبو يونس عن أبي هريرة، وقال حسن حدثنا أبو لميعة، حدثنا أبو يونس عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَيْلٌ للعرب من شرٍ قد اقتربَ فِتَنٌ كَقَطِيع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً يبيع قوم دينَهم بعَرَض من الدنيا قليل المتمسك يومئذ بدينهِ كالقابِض على الجمْر أو قال على الشوْك".



وقال الإِمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن رجل عن عمرو بن وابصة الأسدي عن أبيه قال: إني بالكوفة في داري إذ سمعت على باب الدار السلام عليكم إليّ فقلت عليكم السلام فلجّ، فلما دخل فإذا هو عبد الله بن مسعود، فقلت أبا عبد الرحمن أية ساعة زيارة هذه? وذلك في نحر الظهر فقال: طال عليَّ النهار فذكرت من أتحدث إليه قال فجعل يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تكون فتنةٌ النائمُ فيها خيرٌ من المضْطَجعَ، والمضطجعُ فيها خَيرٌ من القاعدة والقاعدُ فيها خيرٌ مِنَ الْقَائِم والقَائِم فيها خير من الماشي? والماشي خيرٌ من الراكب، والراكب خَيرٌ مِنَ الساعي? قَتْلاَهَا كُلَّها في النارِ: قلتُ يا رسول الله ومَتى ذلك? قال: أيَّام الهَرْج حين لاَ يأمَنُ الرجلُ جَليسه، قال: فما تَأمُرُني إِنْ أدركتُ ذلك. قال اكفُفْ نفسكَ وَيَدَكَ وادخلُ دَارَك. قال قلت يا رسول الله أَرَايْتَ إِنْ دَخَلَ رجُل عَلَيّ داري? قالَ فأقْفِلْ بيتَكَ: قال افرَأيْتَ إِن دخل على بيتي? قال فادخل مسجدَك واصنع هكذا وق فّ لسانَك وَيَدَك وكُنْ حِلْساً من أحْلاَس بَيْتِكَ".





كما حدثنا ابن مسعود، وقال أبو داود حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا وكيع عن عثمان السحام، حدثني مسلم بن أبي بكرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنها ستكون فتنة المُضْطَجعْ فيها خير من الجالس والجالسُ خير من القائم? والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعِي. قال يا رسول الله مَا تَأمُرُني? قَال: من كانت له إِبلٌ فلْيَلْحَقْ بإِبِلِهِ، ومن كانت لَه غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَه أرض فلْيَلْحَقْ بِأرْضِهِ. قال: فمن لَم يَكُن له شيءُ من ذلك فلْيَعْمَدْ إِلى سَيْفِهِ فيدُقَّ عَلَى حَدِّهَ بِحَجَرٍ ثم ليَنْجُ ما اسْتَطَاعَ النَّجَاه".
وقد رواه مسلم من حديث عثمان السحام بنحوه.


وقال أبو داود: حدثنا الفضل عن عياش عن بكير عن بشر بن سعيد عن حسين بن عبد الرحمن الأشجعي أنه سمع سعد بن أبي وقاص يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا لحديث قال: قلت يا رسول الله أرأيت إن دخل على بيتي وبسط يده ليقتلني? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُنْ كَابْن آدَمَ وتلا: "لَئِنْ بَسَطْتَ إِليَّ يدكَ".

وقال أحمد: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث بن سعد عن عياش بن عباس عن بكر بن عبد الله عن بشر بن سعيد أن سعد بن أبي وقاص "قال عند فتنة عثمان بن عفان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنها ستكونُ فتنةٌ القاعدُ فيها خيرٌ من القائم والقائم خَيْر من الماشي والماشي خيرٌ من الساعي. قال: أرأَيْتَ إِن دخل على بيتي فبَسَطَ يده أي ليقتلني قال كُنْ كابن آدَم.
وهكذا رواه الترمذي عن قتيبة عن الليث عن عياش بن عباس القنياني عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسرة بن سعيد الحضرمي عن سعيد بن أبي وقاص فذكره وقال هذا حديث حسن، ورواه بعضهم عن الليث فزاد في الإِسناد رجلاً يعني الحسين، وقيل الحلبي بن عبدِ الرحمن، ويقال عبد الرحمن بن الحسين عن سعد، كما رواه أبو داود فيما تقدم آنفاً.



قال أبو داود: حدثنا مسدد، حدثنا عبد الوارث بن سعد، عن محمد بن حجارة، عن عبد الرحمن بن نزوان، عن هذيل، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ فِتَناً كَقَطِيع الليل المظلِمً يصبحُ فيها مؤمناً ويُمْسِي كافراً ويمسي مؤمناً ويُصْبحُ كافراً: القاعدُ خيرمن القائم والماشي فيها خيرٌ من الساعي، فَكسّروا قِسِيّكُمْ وقَطِّعُوا أوْتَارَكُمْ واضربُوا سُيُوفَكُمْ بِالحجارة، فإِن دُخِلَ يَعْنِي عَلَى أحَدٍ منكم فَلْيَكنْ كَخَيْرِ ابْنِي آدَمَ".





ثم قال الإِمام أحمد: حدثنا أم حرام، حدثني أبو عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وَأرْدَفَنِي خَلْفَهُ فقالَ: "يا أبا ذَرّ أرأيْتَ إِنْ أصَابَ الناسَ جوعٌ شَديد لاَ تَسْتَطِيعُ معه أنْ تقومَ مِن فِراشِك إِلى مسجدك كَيْفَ تَصْنَعُ? قلت الله ورسولهُ أعْلَمُ. قال: اصْبِر، قال يا أبا ذر: أرأيت إِن أصاب الناس موت شديدٌ كيف تصنع قلت الله ورسوله أعلم. قال: اصْبِرْ. قال يا أَبا ذر: أرأيت إِن قَتَلَ الناسُ بَعضُهم بعْضاً يعني حتى تَغْرِقَ حجارهُ الْبَيْتِ من الدماءِ كيف تصنع قال الله ورسوله أعلم. قال: اقْعُدْ في بَيْتِكَ وأغلِقْ عَلَيْكَ بَابَكَ. قال: فإِن لم أتْرَكْ أفأخُذُ سِلاَحي? قال: إِذاً تُشَاركُهُم فيما هم فِيه، ولكن إِن خشيت أن يُرَوّعَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ فالْق طَرَفَ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ كَيْ يَبْوءُ بإثمه وإِثمك".
هكذا رواه الإِمام أحمد، وقد رواه أبو داود عن مسدد وابن ماجه وعن أحمد بن عبدة كلاهما عن حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن المشعث بن طريف عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر بنحوه، ثم قال أبو داود: ولم يذكر المشعث في هذا الحديث غير حماد بن زيد.

وقال أبو داود: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم الأحول عن أبي لبيبة قال: سمعت أبا موسى يقول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِن بين أيدِيكم فتناً كقطع الليل يُصبحُ الرجل فيها مؤمناً ويُمْسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً القاعدُ فيها خيرٌ من القائم والقائم خيرٌ من الماشي والماشِي خير من السَّاعِي قال فما تَأمُرُنا? قال: كانوا أَحْلاَسَ بُيُوتكم".


وقال الإِمام أحمد: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهّ زَوَى لي الأرضَ فرأَيتُ مشارقهَا ومَغارِبَها وإِن مُلكَ أمَّتِي سيبلغ ما زُوِي مِنْهَا، وإِنِّي أعْطِيتُ الكنزَين الأحْمَرَ والأَبيضَ، وإِني سأَلتُ ربي أَن لا يُهْلَكُوا بِسَنَةٍ بِعَامَةٍ ولاَ يُسَلِّطَ عليهم عدوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَستَبِيح بَيْضَتَهُمْ، وإنَّ رَبي عَزَّ وَجَلَّ قال يَا محمدُ إِني إِذا قضيتُ قِضاءَ فإِنَّه لا يُرَد، وإِني أعْطَيْتُكَ لأمتك أنْ لاَ أَهْلِكَهُم بِسنة عَامة ولا أسَلِّطَ عليهمْ عدواً من سِوَى أنفسِهم فَيَستبيحَ بَيْضَتَهُمْ ولو اجْتَمَعَ عَلَيْهمْ مَنْ بَيْنَ أَقطَارِهَا، أَو قال مَنْ بِأَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضاً ويَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وإِنَّما أَخَاف عَلى أمتِي الأئمة المُضِلِّينَ، وإِذا وُضِعَ في أمتي السيفُ لَم يًرْفَعْ عنهم إِلى يَوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى تَلْحَقَ قبائلُ من أمتي بالمشركين وحتى تَعْبُد قبائل من أمتي الأوثان، وإِنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلٌّ يزعمُ أنَّه نَبِي وأَنا خاتمُ النَّبِيِّينَ لا نَبِيّ بَعْدِي، ولا تَزَال طائفة من أمتي ظاهرين على الحَق لا يضرهم من خالفهم حتى ياتي أمر الله عَزَّ وَجَلّ".
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه من طرق عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، عن أبي أسماء عمرو بن مزيد، عن ثوبان بن محمد بنحوه، وقال الترمذي حسن صحيح.


وقال أبو داود: حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا الليث عن طاووس عن رجل يقال له زياد عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم : "إِنَّه سَتَكُون فِتْنَةٌ وسَتُصِيبُ العَرَبَ قَتْلاَهَا في النَّارِ وقْعُ اللسان فيها أَشدُّ مِنْ وَقْع السَّيْفِ ".
وقد رواه أحمد عن أسود بن عامر عن حماد بن سلمة، والترمذي وابن ماجه من حديثه عن الليث عن طاووس عن زياد وهو الأعجم، ويقال له زياد سمين كوش، وقد حكى الترمذي عن البخاري أنه ليس لزياد حديث سواه، وأن حماد بن زيد رواه عن الليث موقوفاً، وقد استمرك ابن عساكر على البخاري هذا فإن أبا داود من طريق حماد بن زيد مرفوعاً فالله أعلم، وقال الإِمام أحمد حدثنا وكيع، وقال: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبدالله بن عمر وكنت جالسأ معه في ظل الكعبة وهو يحدث الناس قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلأ إِذْ نادَى مُنَادِي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصلاةُ جَامِعَةُ قال فَانتهيتُ إِليه وهو يخطب الناسَ ويقول: لا أيها الناس إِنه لم يَكنْ شيء قبلِي إِلاَّ كان حقاً على الله أن يدل عِبَادَهُ مِنْهُ على مَا يَعْلَمهُ خَيراً لهم ويُنذِرَهُم مَا يَعْلَمُهُ شراً لهم، أَلاَ وَإِنَّ عَافيَةَ هذه الأَمةِ في أَوَّلها وسَيُصيبُ آخرَها بلاءُ وفتنٌ يرافق بعضها بعضاً تجيءُ الفتنة فيقول المؤمنُ هذه هذه مُهْلِكتِي ثم تَنْكشفُ، ثم تجيءُ فيقول هذه هذه ثم تجيءُ فَيَقول هذه هذه ثم تنكشِف، فمن أحب أَن يُزَحْزَحَ عن النارِ ويُدْخَلَ الجنةَ فَلْتُدْرِكْهُ ميتتُهُ وهو يؤمن بِاللَّه واليوم الآخِر وليْاتِ إِلَى الناس ما يحب أن يُوتَى إِليه، ومن بَايع إِمَاماً فأَعطَاهُ صفْقَةَ يدِه وثَمَرة قلبهِ فَلْيُطِعْهً إِن أسْتَطَاعَ وقال مرة ما استُطاع ". قال عبد الرحمن: فلَمَا سَمِعتَها أدخلت رأسي بين رجلي وقلت فإِن ابنَ عمِّك معاويةَ يأمرنا أَن نأَكلَ أَموال الناس بالباطل وأَن نَقْتُل أَنفسنا وقد قال الله تعالى: "يا أَيُّها الذِينَ آمَنُوا لاَ تَئهُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِل" النساء: 29،. قال: فجمع يديه فوضعهما على جبهته ثم نكّس هُنَيْهًةَ ثم رَفَعَ رَأسَهُ فقال أَطِعْه في طَاعَةِ في طَاعَةِ الله واعْصِهِ في مَعصِيَةِ الله. قلت له: أنتَ سمعتَ هذَا من رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ? قال: نعمِ سمعتهُ أذنَاي وَوَعَاهُ قَلْبِي ".
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث الأعمش به، وأخرجه مسلم من حديث الشعبي عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة بن عبدالله بن عمر وبنحوه.




وقال أبو داود: حدثنا عبد الملك بن شعيب، حدثنا ابن وهب، حدثني الليث عن يحيى بن سعيد قال: قال لي خالد بن عمران، عن عبد الرحمن بن السلماني، عن عبد الرحمن أبي هند، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سَتَكونُ فِتنةٌ صَمَّاءُ بَكْمَاءُ عَمْيَاءُ مَنْ أشرفَ لَهَا اسْتَشْرَف لَه، وقعُ اللسان فيها أَشَدّ مِنْ وَقْع السَّيْفِ".

تقدم ما رواه البخاري، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان، ولا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة، ولا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان وتكثر الفتن ويكثر الهرج، ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله، ولا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول ليتني مكانك ولا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس، آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ولا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال حتى يهم رب المال من يقبله منه".

حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا سفيان، عن الزبير بن عدى ، قال : أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج ، فقل "اصبروا ، فإنه لا يأتى عليكم زمان إلا و الذى بعده شر منه حتى تلقوا ربكم"، سمته من نبيكم صلى الله عليه و سلم. أخرجه الترمذى

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا أبو خالد- يعنى : سليمان بن حيان ، عن سعد بن طارق ، عن ربعى ، عن حذيفه ، قال :كنا عند عمر فقال : أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر الفتن ؟ فقال : قوم : نحن سمعناه ، فقال : لعلكم تعنون فتنة الرجل فى أهله و جاره ؟ قالوا :أجل . قال : لله أبوك (كلمه اعتاد العرب المدح و الثناء بها). قال حذيفه : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا ،أىّ قلب أشربها نكت فيه نكته سوداء ، و أى قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء ، حتى تصير على قلبين : على أبيض مثل الصفا ، فلا تضره فتنه ما دامت السماوات و الأرض ، و الآخر :أسود مربادا كالكوز مجخيا ، لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا ، إلا ما أشرب من هواه " . قال أبو خالد : فقلت لسعد : يا أبا مالك ما أسود مربادا ؟ قال : شدة البياض فى سواد . قال : قلت : فما الكوزمجخيا ؟ قال منكوسا .




قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدى الا هالك "


اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها و ما بطن و الحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق